خطر تكيسات المبايض وكيفية علاجها مع دكتور: حمام جاويش إستشاري النساء والتوليد والعقم
خطر تكيسات المبايض وكيفية علاجها مع دكتور: حمام جاويش إستشاري النساء والتوليد والعقم
ما أعراض تكيسات المبايض؟
متلازمة تكيسات المبايض هي حالة شائعة تصيب واحدة من كل 10 سيدات، وهي أحد الأسباب الشهيرة لتأخر وصعوبة الإنجاب، لكن الجيد في الأمر أنه يمكن التغلب على أعراضها والتعايش معها. فما هي أعراض تكيسات المبايض، وما هي مضاعفات إهمال علاجها هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
ما هي تكيسات المبايض؟
يرجع اسم هذا المرض إلى وجود العديد من الأكياس الصغيرة داخل المبيض، ومع ذلك، يمكن أن تصاب السيدة بهذه المتلازمة دون وجود أكياس، كما يمكن للسيدات اللاتي لا يعانون منها أن ينمو لديهم أكياس داخل المبيض.
تحتوي المبايض في هذه المتلازمة على عدد كبير من الجريبات غير الضارة التي تبلغ في حجمها 8 مم. لا تستطيع هذه الجريبات إطلاق البويضات مما يعني فشل التبويض.
ما أسباب الإصابة بتكيسات المبايض؟
لا يوجد سبب مؤكد للإصابة بالتكيسات، لكن يرجع الأمر بشكلٍ عام لاختلال مستوى الهرمونات في الدم، ومن هذه الهرمونات:
1. ارتفاع نسبة الأنسولين في الدم:
يفرز الجسم هرمون الأنسولين للتحكم في كمية السكر في الدم، عن طريق إدخال الجلوكوز إلى الخلايا حيث يتم تكسيره واستخدامه كمصدر للطاقة.
قد تبدأ أنسجة الجسم المختلفة في عدم الاستجابة للأنسولين، مما ينتج عنه ارتفاع نسبة السكر في الدم في ما يعرف بمقاومة الأنسولين.
يترجم الجسم هذا الارتفاع بإفراز المزيد من هرمون الأنسولين للتعامل مع سكر الدم المرتفع.
يؤثر الأنسولين المرتفع على عمل المبايض، فتبدأ في إفراز هرمون التستوستيرون الذكوري الذي يتعارض مع التبويض.
تؤدي مقاومة الأنسولين إلى زيادة الوزن مما يجعل الأمر يزداد سوءًا، فزيادة دهون البطن تحث الجسم على إنتاج المزيد من الأنسولين.
2. ارتفاع نسبة الهرمونات الآتية:
هرمون التستوستيرون الذكوري، على الرغم من أن جميع النساء ينتجن عادةً كميات صغيرة منه.
هرمون اللوتين (LH) المسؤول عن تحفيز عملية التبويض، إذا ارتفعت نسبة هذا الهرمون فإن له تأثير عكسي على نشاط المبايض.
هرمون البرولاكتين المسؤول عن تحفيز غدد الثدي على إفراز الحليب أثناء الحمل.
3. عوامل وراثية:
قد تلعب الجينات دورًا ملحوظًا في الإصابة بتكيسات المبايض، إذ تشيع الإصابة بين أفراد العائلة الواحدة.
4. الالتهاب:
تعاني معظم السيدات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من مستويات متزايدة من الالتهاب في أجسامهن، وتفسير ذلك وضحته بعض الدراسات حول وجود عوامل مسببة للالتهابات في الجسم، وزيادة نسبة هرمون الأندروجين.
ما أعراض تكيسات المبايض؟
تبدأ أعراض تكيسات المبايض في الظهور لدى السيدات المصابة في سن العشرين. لا يشترط أن تعاني من كل هذه الأعراض إذا كنتي تعانين من تكيس المبايض، فبعض السيدات لا يشعرون بأي أعراض على الإطلاق.
من أعراض تكيسات المبايض:
عدم انتظام الدورة الشهرية، أو غيابها تمامًا.
غزارة نزيف الدورة الشهرية.
صعوبة الإنجاب نتيجة عدم انتظام التبويض.
كبر حجم المبيض وظهور العديد من التكيسات.
زيادة نمو الشعر الوجه، أو البطن، أو الظهر، أو المؤخرة.
اكتساب كثير من الوزن في وقت قصير، خاصة في منطقة الخصر.
تساقط الشعر.
ظهور حب الشباب.
تغير في ملمس البشرة، فتصبح دهنية.
تغيرات في لون الجلد، وظهور مساحات غامقة بين ثنيات الجسم مثل أسفل الثدي، أو الإبط، أو في الرقبة.
ظهور زوائد جلدية في منطقة الرقبة.
صداع على فترات متقطعة.
ألم في منطقة الحوض.
تغيرات مزاجية.
كيف يمكن تشخيص الإصابة بتكيسات المبايض؟
يبدأ تشخيص الإصابة بتكيسات المبيض عن طريق سماع شكوى السيدة، كأن تذكر غياب أو عدم انتظام الدورة لديها، أو ظهور شعر في أماكن لم تكن معتادة على ظهور الشعر بها.
يسأل الطبيب السيدة عن تاريخها المرضي هي وأسرتها، وإذا كانت والدتها أو أختها قد عانوا من تكيس المبيض.
قد يطلب الطبيب من المريض بعض فحوصات الدم المعملية لقياس:
مستوى هرمون الذكورة في الدم.
هرمون اللوتين (LH).
نسبة السكر في الدم.
قد يتم تشخيص التكيس عبر جهاز الموجات فوق الصوتية، إذ يستطيع إظهار المبيضان بوضوح، ووجود أكياس بهم. وبشكلٍ عام، لا يحتاج تشخيص تكيس المبايض لكل هذه الخطوات معًا، بل يكفي اجتماع نقطتين من التالي ذكرهم بعد استبعاد الأسباب الأخرى لتأكيد التشخيص بالإصابة:
شكوى المريضة من عدم انتظام الدورة الشهرية عدة شهور متواصلة.
اختبارات الدم التي تدل على ارتفاع هرمونات الذكورة.
فحص الموجات فوق الصوتية الذي يوضح وجود التكيسات.
ما علاج تكيسات المبايض؟
لا يوجد علاج نهائي حاسم لتكيسات المبايض، بل يعتمد العلاج على التعامل مع الأعراض، لذلك فعلاج التكيسات قد يختلف من سيدةٍ إلى أخرى باختلاف شكواها.
يشمل علاج تكيسات المبايض واحد أو أكثر من الآتي:
1. استبدال الروتين اليومي بنظام حياة أكثر صحة.
وُجد أن فقدان 5% من وزن الجسم له تأثير إيجابي ملحوظ على التقليل من أعراض تكيس المبايض.
يساعد فقدان الوزن الزائد عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، وتناول الطعام الصحي الغني بالفواكه والخضراوات، والحبوب الكاملة، والاهتمام بتناول البروتينات والدهون الصحية، وخفض نسبة النشويات على التقليل من محيط الخصر، مما يحسن من مقاومة الأنسولين.
2. العلاج الدوائي.
يوجد العديد من الأدوية التي تستخدم مع حالات تكيس المبايض، يعمل كل دواء على علاج مشكلةٍ ما على النحو التالي:
أدوية تنظيم الدورة الشهرية:
استخدام أقراص منع الحمل أو أقراص تحتوي على هرمون البروجيسترون لتحفيز نزول الدورة الشهرية وجعلها أكثر انتظامًا.
تساعد هذه الطريقة في تقليل نسبة الإصابة بسرطان بطانة الرحم. يمكن الاعتماد على بعض الوسائل الأخرى مثل اللولب الهرموني للحماية من سرطان الرحم، لكنه لا يحفز نزول الدورة بل قد يمنعها تمامًا.
استخدام الأدوية المنشطة للتبويض، في حالة رغبة السيدة في حدوث حمل:
يمكن للسيدة التي تعاني من تكيس المبايض أن تحمل بصورة طبيعية، بعد الالتزام بكورس علاجي يدوم عدة أشهر مثل:
يُعد الميتفورمين دواء مخصص لعلاج حالات السكري من النوع الثاني في الأساس، لكن له تأثير إيجابي على زيادة نسبة الحمل على النحو التالي:
تحفيز المبيض على إطلاق البويضات.
تنظيم الدورة الشهرية.
خفض نسبة الإجهاض.
خفض نسبة السكر والأنسولين في الدم.
حماية الأم على المدى الطويل من أمراض القلب، وارتفاع الكوليسترول.
قد يؤدي الميتفورمين إلى بعض الآثار الجانبية مثل الشعور بالغثيان، والرغبة في القيء، وفقدان الشهية، والإسهال، وآلام المعدة.
دواء كلوميفين: الاختيار الأول لحالة تكيس المبايض.
إذا لم يستجب المبيض لدواء كلوميفين سيترات.
يوجد دواء آخر وهو ليتروزول ووُجد أن له تأثير مفيد في حالات تحفيز الإباضة التي لم تستجب لكلوميفين.
إذا لم تعطي الأدوية السابقة النتيجة المرغوب بها، يمكن الاتجاه إلى طريقة علاجية أخرى، وهي استخدام حقن الغونادوتروبين وهي هرمونات تعمل على تحفيز المبيض على إنتاج الإستروجين والبروجسترون، للمساعدة في عملية الإخصاب وحماية الجنين أثناء مراحل نموه الأولى.
علاج أعراض التكيس الأخرى:
استخدام بعض الكريمات الموضعية والدهانات لعلاج حب الشباب.
استخدام كريم إفلورنيثين الذي يعمل على تقليل وإبطاء نمو الشعر.
يمكن كذلك الاعتماد على تقنية إزالة الشعر بالليزر للتخلص من الشعر غير المرغوب فيه.
3. التدخل الجراحي:
يمكن أن نلجأ لتدخل جراحي بسيط لاستعادة مستوى الهرمونات الطبيعي في الدم عن طريق عملية ثقب المبيض بالمنظار.
ينتج عن هذه الجراحة انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، والهرمون اللوتيني (LH)، وزيادة الهرمون المنبه للجريب (FSH) مما ينعكس على قدرة المبيض في استعادة وظيفته الطبيعية، ويحسن من معدلات الخصوبة بشكل عام.
هل تكيس المبايض خطير؟
قد تواجه السيدة المصابة بتكيس المبايض صعوبة في الإنجاب، إذ يصعب التنبؤ بأيام الإباضة، كما أن دورتها بداية من الحيض حتى الحيض الذي يليه لا تسير وفق المتعارف عليه، لكن يمكن للمتابعة الطبية، وفحص السونار مع الأدوية أن يساهم في حل هذه المشكلة بنسبةٍ كبيرة.
السيدات المصابات بتكيس المبايض هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التالية:
ارتفاع ضغط الدم.
السكري من النوع الثاني.
أمراض القلب والأوعية الدموية.
سرطان الرحم.
كما أن السيدات الحوامل المصابات بالتكيسات ترتفع لديهم نسبة الإصابة بالآتي:
تسمم الحمل.
الإجهاض.
سكري الحمل.
– قد يؤدي عدم انتظام مستوى الهرمونات في الدم، وظهور شعر في مناطق غير مرغوب فيها إلى الكثير من التغيرات المزاجية، الأمر الذي قد يصل إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق.
– يصاحب تكيس المبايض عادةً زيادة في الوزن، مما قد يؤدي إلى معاناة السيدة من انقطاع التنفس أثناء النوم عدة مرات. يزيد خطر الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم من 5 إلى 10 مرات لدى النساء المصابات بالسمنة ومتلازمة تكيّس المبايض أكثر من غيرهم.
في الختام عزيزتي، تكيس المبايض من الأمراض النسائية الشائعة، فلا داع للقلق، فقط عليكي زيارة الطبيب المختص لتقييم حالتك ووصف طريقة العلاج المناسبة من تغيير روتينك اليومي أو الاعتماد على الأدوية العلاجية للتعايش مع أعراض تكيسات المبايض المختلفة.