توقعات بردود فعل لا تحمل عقباها من تربّح شركات السيارات من البرمجيات
توقعات بردود فعل لا تحمل عقباها من تربّح شركات السيارات من البرمجيات
إنه الشتاء في ديترويت، وهو وقت من السنة تنطلق فيه وظيفة التشغيل عن بعد لسيارتي “السوبارو” من تطبيق مهمل على هاتف ذكي في إجراء طقسي قبل مغادرتي للمنزل.
فمع انخفاض درجات الحرارة العليا إلى مستوى الأرقام العشرينية الدنيا، أرغب في تشغيل وظيفة تسخين المحرك وتدفئة المقعد قبل أن أصل لاستقلال سيارتي.
أدفع لشركة “سوبارو” 4.95 دولار شهرياً مقابل هذه المزايا، مما يجعلني نموذجاً جيداً بالنسبة لشركات السيارات التي ترهن مستقبلها على استعداد المستهلكين لدفع رسوم اشتراك مقابل خدمات إضافية بعد شرائهم للسيارة.
تسعى شركات السيارات لتحقيق إيرادات من تطبيقات وبرمجيات داخل السيارة من خلال الحصول على رسوم من العملاء مقابل خدمات إضافية بعد شرائهم السيارة
وضعت شركات صناعة السيارات بعض الأهداف الطموحة على هذه الجبهة: فقد أخبرت شركة “جنرال موتورز” المستثمرين بأنها ستحقق إيرادات بقيمة 20 مليار إلى 25 مليار دولار بحلول 2030 عن طريق تطبيقات وبرمجيات داخل السيارة.
شركة “ستيلانتيس”، المالكة للعلامة التجارية “جيب”، تستهدف تحقيق 20 مليار دولار بنهاية العقد الحالي، وقد حققت إيرادات فعلاً بقيمة 400 مليون دولار من هذه المزايا في العام الماضي.
تحاول صناعة السيارات اللحاق بشركة “تسلا” والتسابق معها، وهي التي كانت تبهر ملاك السيارات على مدى سنوات بالتطبيقات المثيرة والبرمجيات الإضافية مثل آلة التنبيه الموسيقية في السيارة، وعروض أضواء الكريسماس، والصخب المثير الذي يظهر بعد تحديث البرمجيات.
القيادة الذاتية
أما دفع 12 ألف دولار مرة واحدة كمقدم، أو سداد نحو 199 دولاراً شهرياً مقابل خدمة “تسلا” للقيادة الذاتية الحاضرة دوماً، فيُعدُّ مستوى آخر تماماً من ثقة المستهلكين.
سنرى إذا كان القائمون على العمل يستطيعون تحقيق نفس النوعية من السحر مع عملائهم، فوفق دراسة أجرتها شركة “جيه دي باور” ونشرتها في أكتوبر الماضي، لا يهتم معظم قائدي السيارات باكتشاف التكنولوجيات الجديدة الموجودة في سياراتهم.
فيما يتعلق بتطبيقات الهاتف المحمول التي ترتبط مع السيارة، قال 66% من مشتري السيارات إنهم غير مستعدين لدفع أي مبالغ لتطبيقات من هذا النوع، بينما وافق ربعهم على سداد اشتراكات من 5 إلى 10 دولارات مقابل هذه المزايا، وفق دراسة مسحية أخرى لشركة “جيه دي باور” نشرت في يناير الماضي.
قالت كريستين كولودج، محللة لدى شركة “جيه دي باور”: “في الوقت الحالي، لا أعتقد أننا نتوافق مع وجهة نظر المستهلك مقابل ما تتطلع الصناعة إلى تقديمه. إننا نرى عزوفاً هائلاً عندما يتعلق الأمر بالاشتراك في هذه الخدمات”.
علاوة على ذلك، يبدو أن هناك خيطاً رفيعاً يفصل بين أن تسر المستهلكين وتعجبهم، أو أن تثير غضبهم.
غضب أصحاب السيارات
عندما عرف بعض ملاك السيارة “تويوتا” أنه يجب عليهم سداد اشتراك بقيمة 8 دولارات شهرياً حتى يستمروا في استخدام جهاز تشغيل السيارة عن بعد في سلسلة المفاتيح، كان الرد سريعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
(أوضح متحدث باسم تويوتا أن خدمة سلسلة المفاتيح يتم تنشيطها عن طريق حزمة تويوتا للخدمات المرتبطة، وهي متاحة للتجربة المجانية لفترات تمتد من ثلاث سنوات وحتى 10 سنوات).
تعرضت شركة “بي إم دبليو” لانتقادات علنية عنيفة، بعد أن نشرت فكرة فرض رسوم إضافية على مزية تدفئة مقاعد السيارة.
قال متحدث باسم الشركة، إنها لا تحصل أي رسوم اشتراك على تدفئة مقاعد السيارة، وهذه “مرحلة تقييم” للبرنامج مع مزايا وبرمجيات أخرى.
رغم هذه الأخطاء والمزالق، تبدو شركات صناعة السيارات متفائلة بشأن اكتشاف توظيف أمثل للبرمجيات. وتسعى شركة “جيب” إلى تقديم مواد تعليمية للقيادة على الطرق غير الممهدة لقائدي سيارات “رانجلر”.
في المستقبل، قد تشتري سيارة “دودج” ذات أداء فائق تتيح لك تنزيل مواصفات سائقك المفضل في سباق السيارات، أو أن تستمع لقائمة موسيقية.
قالت ماماثا تشامارثي، التي تقود استراتيجية تحقيق إيرادات من البرمجيات لدى شركة “ستيلانتيس”: “لقد فكرنا كثيراً فيما ينبغي أن تفرض عليه رسوم اشتراكات، وما ينبغي أن يتاح بالمجان. إننا ندرس البرمجيات التي اعتاد عليها عملاؤنا، بهدف عدم خلق أي خلافات مع توقعاتهم”.
تطبيقات مدفوعة
“جنرال موتورز” و”فورد” تقتربان من اختبار هذا المبدأ في الاشتراكات في أنظمة مساعدة السائق المتقدمة، المعروفة باسم “سوبر كروز” و”بلو كروز” على التوالي.
كل من الشركتين تعرضان فترة تجريبية لمدة ثلاثة أعوام على طرازات معينة؛ بعدها يدفع العملاء رسوماً دورية. ومع مرور الوقت، ستقدمان مزيداً من الخدمات، مثل التغيير التلقائي بين الحارات.
شركة “هيونداي”، التي ميزت نفسها في الولايات المتحدة عبر إضافة تكنولوجيات فاخرة في السيارات التي تطرح بكمية كبيرة في الأسواق، تتبني منهجاً شاملاً.
وتعد تحليلات البطارية أو خدمات الإنذار الرقمية مفيدة لملاك السيارات، كما أنها تساعد الشركة على توفير الأموال التي تنفق على أشياء مثل تكلفة الضمان، كما يقول مانيش مهروتا، الذي يرأس نشاط الشركة الرقمي في أمريكا الشمالية.
مازال هناك الكثير من الأسئلة التي لا إجابة لها. كيف تضع سعراً للأمان؟
أو تحصل على رسوم اليوم مقابل خدمات تكنولوجية هي حالياً مميزة جداً، ولكنها ستصبح منتشرة وشائعة بعد خمس سنوات، وكما أخبرني أليكساندر إدواردز، مستشار تسويق لقطاع السيارات: “لا أحد يشتري سيارة لأن بها نظام بث إذاعي مباشر”.